الجمعة، 3 مايو 2013

تحذير من إنتاج المحاصيل المحورة وراثياً لتدميرها للبيئة ولصحة الإنسان والحيوان


جريدة التعاون
هناك تخوف من زراعة وتناول الاغذية المحورة وراثيا حيث انها حتى الان لم تثبت سلامتها من المحاطر الصحية مثل امراض السرطانات بالاضافة الى تأثيرها على الانسان والحيوان والبيئة.
وهناك فئة اخرى ترى ان الاغذية المحورة وراثيا هى الحل الامثل لسد الدول الفقيرة حاجتها من الغذاء وما بين مؤيد ومعارض والتقارير والتشريعات التى صدرت ستناول هذا الموضوع من كل جوانبه وسأبدأ بتأثير الاغذية المحورة وراثيا على البيئة وفى هذا الصدد يقول لنا الدكتور نادر نور الدين استاذ الاراضى والمياه بزراعة القاهرة فى البداية يجب ان توضح ان الكائنات المحورة وراثيا تمثل كائنات تغيرت فيها المادة الوراثية بطريقة علمية بنقل بعض الجينات المنتقاة من المادة الوراثية لكائن حى الى كائن حى اخر

وليس بالضرورة ان يكون نقل جينات بين كائنات متشابهة وانما يمكن ان يتم بين الحيوانات والميكروبات والنباتات وفيما يتعلق بالبيئة توجد مخاوف من الناتج التى يمكن ان تترتب على نقل الجينات الوراثية من كائن الى كائن اخر ومدى ثبات هذه المورثات ومخاطر ذلك عند انتقالها الى الكائنات غير المستهدفة وكذلك احتمال اضمحلال المورثات واكتساب الافات للمقاومة وظهور اعشاب عملاقة وقد اثار صنف الذرة الذى خضع للتحور الوراثى ضجة مؤخرا عالميا ويزرع فى مصر على مساحة نحو 100 ألف فدان منذ اكثر من سبع سنوات ومن اهم صفاته مقاومته للاصابات الحشرية وتم نقل جين المقاومة من نوع البكتريا تفرز سموما قاتلة وقوية تقتل الحشرات فورا وتؤدى الى تهتك احشائها إلى حد انفجار الحشرة ذاتها وقد ادت زراعة هذه الاصناف من البلدان الاوربية الى فقدان كبير فى النحل الذى كان يتغذى على حبوب لقاح الذرة وراثيا كما ادى الى موت نوع من الفراشات تسمى الفراشة الملكية بالاضافة الى سموم واورام الماشية والحيوانات التى تغذت عليه مما ادى الى صدور حكم من احدى محاكم فرنسا بايقاف زراعة هذا الصنف وبعض التأثيرات او الاضرار لاتظهر الا على المدى الطويل.
وقد ثبت علميا انه اثناء انتاج الحيوانات المحورة جينيا يكون معدل الوفيات فى الاجنة مرتفعا جدا فى جميع انواع حيوانات المزرعة على حد سواء وحتى الحيوانات التى تولد حية تموت ايضا فى عمر مبكر نسبيا وعند نقل الجين الذى يكون هرمون النمو تحدث تشوهات خلقية واضحة ففى الارانب المحورة جينا لوحظ ان زيادة افراز هرمون النمو ادت الى ظهور اعراض مشابهة لما يحدث فى الانسان عند زيادة افراز الهرمون بعد البلوغ حيث يؤدى الى تضخم بعض الاعضاء مثل الانف والايدى والاقدام بطريقة غير طبيعية وفى الاغنام فقد ادى نقل الجينات الى تشفر لهرمون النمو الى مشكلات صحية كبيرة اهمها مرض السكرى والاضرار بوظائف الكبد والكلى والقلب وفى الاسماك المحورة جينيا ذات النمو السريع حدثت تشوهات فى رؤوسها وفى اجزاء اخرى من الجسم ونموات غير طبيعية فى الخياشيم فالعبث بالجينات اكبر مساويء الهندسة الوراثية ويوضح الدكتور نادر نور الدين ان نسبة 59% من زراعات فول الصويا الذى نستورده من زراعات محورة وراثيا خاصة من امريكا والبرازيل وتأكل زيته وتدخل منتجاته فى جميع مصنعات اللحوم وبالمثل اغلب القطن قصير التيلة محور ايضا والطماطم فى الاردن واسرائيل محورة وراثيا وقد استوردنا منها كميات كبيرة فى العام الماضى بعد الثورة ومن المعلوم ان مصر تستورد سنويا نحو 5 ملاين طن ذرة الصفراء الجزأ الاكبر منها محور وراثيا ويجب منع استيردها جميعا لانها تستخدم فى تصنيع الاعلاف وللدواجن ويمكن ان تضرهما وبعضهما يدخل فى الرغيف من خلال خلط الدقيق بدقيق الذرة.
وفى النهاية يشير الدكتور نادر انه يجب الا تطرح اى حاصلات محورة وراثيا فى الاسواق للاستهلاك الادمى او الحيوانى ولنجعل انجلترا اسوة لنا فى منعها تماما ومنع مجرد مناقشة امر دخول زراعات التكنولوجيا الحيوية الى بلادهم كذلك اصدار دول الاتحاد الاوروبى بحظر دخول او استخدام القمح المحور وراثيا فى تصنيع كافة انواع المخبوزات حرصا على شعوبهم فمن كل ما تقدم يمكن القول بان الامن الغذائى وسلامة الغذاء وصحة المواطن اصبحت فى خطر داهم مادمنا نعتمد على الغير فى توفير ما تحتاجه من غذاء وكساء ودواء ولن تستغل ما حبانا الله به من موارد مالية وطبيعية فى تطوير مستوانا العلمى والتقنى وزيادة مساحات إنتاج الغذاء وتنمية الموارد المائية.
المخاطر البيئية
ويستطرد الدكتور نادر نور الدين قائلا لقد خصصت بابا فى كتاب الانتاج العالمى من الحاصلات المحورة وراثيا عن المخاطر البيئية.
1
ـ الثدييات والطيور: كمبدأ عام فان احتمال حدوث خلط او تزواج بين الحيوانات المحورة وراثيا والحيوانات البرية وارد ولكن خطورة ذلك تختلف من منطقة الى اخرى اما بالنسبة للارانب فاحتمالات حدوث الخلط مع الارانب البرية كبيرة جدا مقارنة ببقية الثدييات فالارانب يمكنها الهرب بسهولة بالاضافة الى ان معدل تناسلها مرتفع وكذلك الحال بالنسبة للدجاج فانه يمكن تقليل مخاطر الخلط الخارجى فى جميع انواع الحيوانات اذا ما تحكمنا جيدا فى طرق رعاية الحيوانات بحيث لايمكنها الهرب والتسرب الى البيئة المحيطة.
2
ـ الاسماك المحورة وراثيا بالرغم ان لها تأثير ايجابى على حدوث ونجاح الزواج الا ان لها تأثير سلبى للغاية على حياة ومعيشة الذرية الناتجة ووصولها الى عمر الزواج نتيجة اضطراب تركيبهم الوراثى حيث استنتج العلماء ان جينات طروادة يمكن ان تؤدى الى انقراض افراد العشيرة ككل من خلال عدة سنوات وهناك محاولات فى الوقت الحالى لانتاج اسماك محورة صيفيا عقيمة من اجل التقليل من الاخطار التى تلحق بالبيئة عند تربيتها فى مزارع مائية فى مجار مفتوحة وهذه الاسماك يتم تزويدها بجينات تثبط او توقف من افراز هرمونات جنسية معينة ومع ذلك فقد لوحظ ان درجة العقم لن تصل الى 100% فى اى تجارب وهى بذلك تنافس الاسماك المحلية فى الغذاء لذلك يجب عدم تربية الاسماك المحورة جينيا فى مزارع مائية موضوعة فى بحار مفتوحة حتى لا تضر بالنظام البيئى فقد وجد ان احتمالات الهرب من تلك المزارع مرتفعة للغاية والحل البديل للتقليل من هذه المخاطر هو التربية فى منشأت أرضية مغلفة بالنسبة للاسماك المحورة اوضحت التجارب وجود تغيرات كيمائية فى اجسامها فمثلا ازدادت نسبة المياه والبروتين وقلت نسبة الدهن وتغيرت مستويات الاحماض الامينية عن مثيلاتها فى الاسماك التقليدية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق