الجمعة، 3 مايو 2013

خبراء: الاكتفاء الذاتي من القمح مستحيل.. وتصريحات قنديل مبالغ فيها


موقع مصراوي، 2 مايو 2013
أثارت تصريحات الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء الأخيرة استياء العديد من خبراء الاقتصاد الزراعي والفلاحين، والتي قال فيها إ مصر تحقق ما يتراوح بين 65 و70 في المئة من الاكتفاء الذاتي من القمح بفضل الزيادة المتوقعة في الإنتاج المحلي.
وذكر قنديل أن هناك مؤشرات تُظهر أن إنتاج العام الحالي يمكن أن يصل إلى 9.5 مليون طن وهو ما نفاه الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي ورئيس مركز البحوث الزراعية بجامعة القاهرة سابقا، قائلا ''لا أعتقد أن الإنتاج المُعلن صحيح وهو 10 مليون وفقا لمعلوماتي فنحن لا زلنا في أول الموسم ولم يحدث شيء بعد''.



تقديرات أولية
وأضاف صيام في تصريحات لمصراوي أن كلها مجرد تقديرات من واقع عينات وليست تقديرات نهائية؛ فالنسبة السابقة كانت 8.5 مليون طن فمن غير المعقول أن تزيد مليون ونصف بنفس المساحة القديمة.
وأوضح أن تلك التصريحات بها نوع من البلاغة في زيادة الإنتاج المحلي لأن الرقم النهائي لم يظهر الأن، فكلها تقديرات أولية وغير حقيقية وليست منطقية لأن الزيادة في المساحة قليلة جدا، حسب قوله.
وأشار صيام إلى أن النسبة الصحيحة هي التي أُعلنت من قبل وهي 55 في المئة، وقال ''عندما يأتي قنديل ليخبرنا أنها 65 في المئة إذن فهناك شيء خاطئ''.
ولفت إلى ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن أن الإنتاج في عام 2011 كان 5.5 مليون وفي عام 2012 كان 7.5 مليون ثم وصل إلي هذا الرقم في العام الحالي، وهذا يندرج تحت بند الدعاية، وفق ما قال.
وقال صيام ''لكي نحسب التقدير الصحيح لابد أن ننتظر لنهاية الموسم لكي نتأكد من التقدير النهائي''، ملفتا إلى أن استهلاك مصر من القمح يصل إلى 15 مليون طن سنويا ولا نُنتج إلا 8.5 مليون فقط.
وأتفق معه في الرأي الحاج محمد فرج، مساعد نقيب الفلاحين، وقال ''كلام قنديل مجرد حبر على ورق''، معللا ذلك بأنه إذا لم يكن هناك دورة زراعية فلن نُحقق أي نسبة جيدة من محصول القمح.

الدورة الزراعية
وأضاف أن الدورة الزراعية هي أن يقوم كل فلاح أو مواطن بزرع ثلث مساحة أرضه قمح أي كانت تلك المساحة، وبدون ذلك لن يحدث اكتفاء ذاتي من القمح، مؤكدا أن كلامه يستند إلى أبحاث ودراسات وليس ''كلاما اعتباطيا''.
وبالنسبة لإنتاج مصر السنوي من القمح، أكد الحاج محمد أن البيان الذي يخرج من وزارة الزراعة ''كذب'' لأن المساحة الموجودة لديه ''خطأ''. وضرب مثلا وقال ''البيان يقول إن 3 مليون فدان منزرعة فيُجري متوسط الفدان في كام أردب أو طن والمساحة في الأساس غلط ليصبح البيان كله خطأ في النهاية''.
وأكد نقيب الفلاحين أن ''لا يوجد شخص في مصر يستطيع أن يقول نسبة القمح بالضبط ولكن هناك نسب قريبة من الحقيقة وهي 2.5 مليون فدان تقريبا سنويا''.
وأوضح أنه على الرغم أن المساحة هذا العام أكبر من الماضية إلا أن الإنتاج ضعيف بسبب أن أخر ريتين من المياه لم تصل للقمح، فضلا عن عوامل أخرى تؤثر على جودة المحصول، حسب قوله.
أما عما تحتاجه مصر لتحقق الاكتفاء الذاتي من القمح، فقال الحاج محمد، نقي بالفلاحين، أن مصر بحاجة إلى 4 مليون فدان تزرع قمحا لتكفي احتياج 94 مليون نسمة، وبذلك تستطيع البلاد تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأوضح الحاج محمد أن القمح من المحاصيل التي تحتاج إلى شبكة متكاملة من الخدمات.
بينما قال الدكتور أحمد غنيم، الخبير الاقتصادي، إن إنتاج هذا العام من القمح يقترب من 55 في المئة، مشيرا إلى أن الحديث عن تحقيق اكتفاء ذاتيا بنسبة 100 في المئة، شبه مستحيل.
وأشار غنيم إلى أن تصريحات الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بها بعض المنطقية بالنظر إلى النسب المئوية.
وأوضح غنيم أن مصر الآن لا تملك إلا توفير 55 في المئة من حاجتها من القمح، والنسبة الباقية يتم سدها بالاستيراد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق